الأربعاء، 8 أبريل 2020

كل العواصم خالية - محمد عمّار

كلُّ العواصمِ خاليةْ
والذئبُ وحدهُ، لا عواءَ على جنازتها
ولا تراتيل الحضورِ الغائبين..

كلُّ العواصمِ خاليةْ،
والليلُ يعصفُ _كالصباحِ_ بصوتِ الرعبِ والعزلةْ،
وذاك الأبلهُ المنسيُّ في طورِ التكاثرِ،
ما زالَ يصرخُ:
      " افتحوا أبوابَ جنّتنا
        لا جِنانَ لأهلِ ميلان ولا مدريد أو لندن.."

شهاداتٌ وحرفُ الدالِ يَسبقُ اسمهُ، شبحٌ
عقولٌ بينَ رجلينِ،
وقلبٌ اسودٌ نتنٌ،
يجوبُ الشارع المحظور مفتخراً بقوتهِ
" أنا العربيُّ لا قبلي ولا بعدي ولا أقهر"
كأنّ ذاكرةَ الغبي،
سقطتْ في معاركهِ مع الفكرِ
هناكَ القدسُ هل تذكر؟

كلُّ العواصمِ خالية،
والريحُ يحملُ ابنهُ كي يعلمهُ الغناءَ _في روما_
من الشرفاتِ،
والطيرُ يعزلُ نفسهُ عن التحليقِ في الوقتِ القريبِ،
يبحثُ عن عقارِ العلمِ مختبراً لحنكتهِ..

"هي لعنةٌ" هذه أوصافُ أمّتِنا
ونحن نقلبُ الماضي،
نفتشُ عن تعاويذِ البقاءِ في نصّ النكاح،
أولادُ الطريقِ أكثرُ من نصوصِ الغيبِ،
وكبارُ البطونِ يهتفونَ: "إلى المنازلِ اسرعوا"
هل يعيشُ سيادتكم _كما البسطاء_ على رغيفِ الخبز؟
أخطُّ الفقرِ لا يُقهر؟

وأشباهُ رجالِ الدينِ مازالوا، يفتونَ بمقصلةٍ
وجهانِ لعملةٍ عفنة
كلاهما يقول: فلانٌ كافرٌ نجسٌ، فلانٌ كلبُ منفيُّ
حتى غزانا الجهلُ مبتسماً..
دورُ العبادةِ فوقَ الألف بل أكثرْ،
وننتظرُ العلاجَ من فطاحلةِ الحياة؛
لنعودَ ونشتمهم.
كلُّ العواصمِ في الوباءِ خالية،
كلُّ العواصمِ ما عدانا خالية...

محمد عمّار

محمد عمّار

إقرأ أيضاً:
تقسو وتجرح
الدراهم والمكارم
عشرون بيتاً، سواك
الشام فاتنتي

هناك تعليقان (2):

التسميات

من نحن

مدونة شعريّة خاصة بالشاعر محمد عمّار.

المشاهدات