الجمعة، 23 أغسطس 2019

عشرونَ بيتاً، سواك

لا لن ألوذَ بأدمعي وبكائي
ما عاد في سحبِ الفؤادِ رجائي


أمعنتُ في جُعَبِ الغرامِ مَصائِبي
ما لي قتيلُ خناجرِ الضعفاءِ


سَلْ عن حصيلِ تقاتُلي وتَحارُبي
تلقى بأنّكَ قاهِري وشَقائي


لا ضعفَ بي، فلأنّني وقَصيْدتي
نصطادُ طيرَ خصومنا بإباءِ


أسقيتُ مُرَّ، وما شربتُ بكأسهِ
أسقيكَ حُلْوَ وخندريسَ رثائي
...........................
قد قلتَ يومَ تصحُّرٍ لبداوتي:
عطشانُ، جئتكُ واعتصرتُ لِحائي


قد جئتَ يومَ تبدُّلٍ بفصولها
رعشاءُ روحكَ فارتجلتُ رِدائي


يا من سقطتَ مع الخريفِ بمهجتي
أقفلتَ بابكَ، هل نسيتَ شِتائي؟


لا ريح تحمل ثقلَ جمركَ، لا ولا
ريحٌ لتحملَني إليَّ بماءِ
.........................
أصبحتَ كلَّ جوارحي وأقـاربي
يا ليتكَ الغرباءَ كالغرباءِ


أفسدتَ كلَّ عواطفي وتعاطُفي،
أدميتَ روحَ مَشاعِري و وفَائي


أسكَرتَ عينَ حَفاوتي بتَواعُدٍ
لم أُدرِك البُخلاءَ، لا كسَخائي


أيقنتُ فيكَ ثمَالتي كهزائِمي،
أيقنتُ فيكَ بأنّني شُهدائي


لا لنْ ألوذَ بمشربٍ مُتَخمِّرٍ
يكفِي النُخاعُ مَشارِبَ الفُقهاءِ
.........................
أعطيكَ وعدَ مُهلهلٍ لكُليبهِ
لا لنْ أُسامحَ غَفلتي وغبَائي


قد لا أعودُ لغفوتي بتعمُّقٍ،
أو قد أنامُ ولا غطاءَ غطائي


قد لا أزورُ بناتَ فِكْرِ قبائلي،
قد لا أعودُ لداخلي وبهَائي


يا قاتلاً لقصائدي بتقصُّدٍ
هل كنتَ تجزمُ بالغناءِ هِجائي؟


ها إنّني متجذّرٌ بطبِيعَتي
لا لن أَرُدَّ إلى الوعَاءِ إنائِي


إن كنتُ فيكَ كشاعرٍ متمكِّنٍ
إنّي بدونكَ سيِّدُ الشعراءِ


محمد عمّار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التسميات

من نحن

مدونة شعريّة خاصة بالشاعر محمد عمّار.

المشاهدات